لجميع يعلم أنّ مفهوم المكان هو الأرض فقط ، ولا سبيل للإنسان أن يخرج إلى مكان ثاني لعدم وجود الأرض .
وأنّ الزمان هو حركة الفلك في السماء . وهي مسير الشمس من المشرق إلى المغرب وحركة القمر على الأرض وكذا النجوم والبروج وتأثيرها على الطباع .
لقد عَلِمَ المسلمون أنّ الله تعالى قد خلق العرش وما تحته الجنة وما تحتها السماء السابعة (الذهب) والسادسة (الفضة) والخامسة (الياقوت الأحمر) والرابعة (الذهب الأحمر) والثالثة (الزبرجدة الخضراء) والثانية (الغمام) والأولى (الموج المكفوف) ثم الأرض الواسعة الكبيرة جداً المتكونة من الأقاليم السبعة المنتشرة بالعرض .
قَالَ تَعَالَى : ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ - [سُّورَةُ نُوحٍ : 15.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾ - [سُّورَةُ الْمُلْكِ : 3.]
والتي لم تكتشف بالكامل لحد الآن وذلك لسور الأرض الجليدي المسمى بـ(قاف) الذي يحصر إقليمنا الأول وهو الحاجز الذي يحصر جميع القارات ، وما بعد ذلك الحاجز يبدأ الإقليم الثاني من الأرض ولا أحد يعلم ما يوجد وراء ذلك الجليد .

 مكان وزمان الأرض والسماء والجنة والنار  112998.112998.screen-5
وتسمى تلك الجبال والجليد بـ(قاف) .
قَالَ تَعَالَى : ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ - [سُّورَةُ ق : 1.]
وما فوق الأرض سقفٌ مرفوعٌ محفوظٌ .
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْبِيَاءِ : 32.]
وما بين الأرض والسقف المرفوع (75 - 80 كيلو متر) .
إذ لا يلبث الصاروخ أكثر من هذه المسافة حتى ينفجر لارتطامه بحاجز السماء , فهذا السقف يمنع الإنسان من النفاذ إلى السماوات . والإنسان لا ينفذُ ولا يستطيع ان يدخل إلى أقطار السماوات إلى بسلطان ، والسلطان هو القدرة والعلم والإذن الإلهي بالدخول .
قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ - [سُّورَةُ الرَّحْمَنِ : 33.]
وجعل تعالى الإنس والجن تعيش على ظاهر هذه الأرض وأسكن تعالى بعض أنواع الجن والوحوش في باطن الأرض .
وجعل تعالى نسبة المياه أكبر من اليابسة فلذا صارت الأرض حارةٌ جداً بسبب حرارة باطن الأرض .
وسبب حرارة باطن الأرض هي نار جهنم . وجهنم لها سبع طبقات ، على عمق (12،000 متر) من ظهر هذه الأرض تبدأ بسماع صراخ الناس في أعالي الطبقة السابعة من جهنم . مثال ذلك بئر الجحيم كولا العظيم الذي حفره السوفييت وباعترافهم بسماعهم أصوات الجحيم :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
أَنَّ جَهَنَّمَ‏ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ،‏ أَطْبَاقٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فَقَالَ هَكَذَا - وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْجِنَانَ عَلَى الْعَرْضِ ، وَوَضَعَ النِّيرَانَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، فَأَسْفَلُهَا جَهَنَّمُ وَفَوْقَهَا لَظَى وَفَوْقَهَا الْحُطَمَةُ وَفَوْقَهَا سَقَرُ وَفَوْقَهَا الْجَحِيمُ وَفَوْقَهَا السَّعِيرُ وَفَوْقَهَا الْهَاوِيَةُ .
المصدر : (البحار : ج8، ص245.)
أما بالنسبة إلى العرش فإنّ الله تعالى قد جعل حبيبه وصفيه وخيرته النبي محمداً سيد الخلق أجمعين على عرشه وجعل عترته كالحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والمهدي طاووس الجنة والزهراء سيدة نساء أهل الجنة وعليُّ بن أبي طالب يُقِسِمُ قصور الجنان للمؤمنين ويجزل لهم عطاياهم .
أما بالنسبة إلى الله تعالى فإنّ أقل ما نوصفه لعظمته هو القُدرة التي أدركت وأحاطت وخلقت هذا العالم المتناسق المتكامل المتكون من العرش والجنة والسماوات والأرض وجهنم . والذي قد خلق مثل هذه العوالم المتناسقة بأعدادٍ لا تُعَدُّ ولا تحصى ولا تخطر على قلب بشر .
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ الْوَاحِدَ وَ تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَخْلُقْ بَشَراً غَيْرَكُمْ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ وَ أَلْفَ أَلْفِ آدَمٍ أَنْتَ فِي آخِرِ تِلْكَ الْعَوَالِمِ وَ أُولَئِكَ الْآدَمِيِّينَ .
المصدر : (البحار : ج8، ص375، عن الخصال.)
*
ملاحظة : الجنّة لا يحدّها مكان باعتبار أنّها فوق السماء السابعة وكما لا يحدّها الزمان لأنّ الشمس والقمر والأفلاك لا توجد فوق السماء السابعة فبذلك أهل الجنة خالدون مخلدون لا يموتون إذ لا زمان يحدّها . أما جهنم فبما أنّها موجودة في باطن الأرض فيحدّها الزمان والمكان .
 مكان وزمان الأرض والسماء والجنة والنار  112998.-------------------------------